الاثنين، 20 ديسمبر 2010

ملخّص
إدارة المعرفة: مدخل عام
كانت مشكلة الباحثين هي صعوبة الحصول على المعلومات نظرا لقلتها وصعوبة الوصول إليها, والتي غالبا ما كانت محفوظة في مراكز الأرشيف ونظم المعلومات, ولكن بالانفجار المعلوماتي أصبح متاح لكل فرد الحصول على المعلومات بتكلفة بسيطة ووقت قياسي. وفي ضوء هذا الانفجار المعلوماتي ظهرت تعابير جديدة تتعلق بالمعلومات والمعرفة منها إدارة المعلومات وإدارة المعرفة, ولكي نعطي مفهوم لكل منهما لابد أن نتطرق إلى مفهوم المعرفة وما قبلها وهي البيانات.
وتعرف البيانات: أنها تلك الحقائق الخاصة الغير منظمة والمكونة من أرقام ورموز, والتي لا تدل على معاني معينة في حقيقة ذاتها.
وأما المعرفة: هي تلك البيانات المبوبة والمرتبة وفق نمط معين من أجل الاستفادة منها واكتساب الخبرات, وهذه الخبرات المتعددة والترتيب المنطقي للبيانات يكوّن لنا معرفة في موضوع معين, وهي نوعان:
المعرفة الصريحة Explicit Knowledge: وهي تلك المعلومات المتواجدة في الوثائق والكتب, والظاهرة للعيان, ويعبر عنها بالكتابة والرسم, ومتداولة بين الأفراد, ويمكن تناقلها وقياسها.
المعرفة الضمنية Tacit Knowledge : وهي تلك الخبرات المتواجدة في عقول الأفراد والقاتمة والتي نتجت عن خبرات شخصية يصعب تناقلها وقياسها ويمكن فقط تناقلها تناقل اجتماعي.
وبعد هذا التعريج على البيانات والمعلومات والمعرفة يمكننا الانتقال إلى إدارة المعلومات وإدارة المعرفة فما هي إدارة المعلومات وإدارة المعرفة وما الفرق بينهما؟
إذ نعرف إدارة المعلومات: أنها تلك العمليات التي تستخدم فيها أدوات تكنولوجيا المعلومات لتسيير وحفظ وخزن المعلومات واسترجاعها من أجل خدمة المجتمع وأنظمة المعلومات وهي تختلف (إدارة المعلومات) عن إدارة المعرفة أنها تهتم بالجانب التكنولوجي بينما إدارة المعرفة تهتم بالجانب البشري.
ومع أن إدارة المعرفة تعتبر قديمة وحديثة في آن واحد إذ كتب عن المعرفة وكيفية استخراجها وبثها الفلاسفة منذ آلاف السنين إلا أنها لم تظهر بشكل جلي وواضح إلا منذ انعقاد مؤتمر الذكاء الاصطناعي بأمريكا عام 1980م حيث برزت عدّة مسميات منها هندسة المعرفة ووظيفة مهندس المعرفة وبدأ تبلور مصطلح إدارة المعرفة منذ التسعينات وأصبح من المواضيع الساخنة والأكثر ديناميكية في الإنتاج الفكري في الإدارة.
وعليه فقد تعددت تعريفات إدارة المعرفة
فيعرفها فيناران Fennarane: "نظام دقيق على نشر المعرفة سواء أكان على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي من خلال المؤسسة للتأثير مباشرة على أداء العاملين, وهي تتطلع للحصول على المعرفة المناسبة, في السياق المناسب, في الوقت المناسب, للعمل المقصود المناسب".
وأما سكايرم فيعرفها أنها: "الأداة النظامية والواضحة للمعرفة والعمليات المرتبطة بها والخاصة باستحداثها وجمعها وتنظيمها ونشرها واستخدامها واستغلالها, وهي تتطلب تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة تعاونية يمكن تقاسمها في شكل جلي من خلال المنظمة".
ومن خلال التعريفين السابقين يمكننا القول أن إدارة المعرفة هي:
·       تلك العملية التشاركية من أجل محاولة استخراج تلك المعارف القاتمة والخبرات القابعة في عقول الأفراد وترتيبها وتنظيمها والاستفادة منها وتحويلها إلى معارف صريحة, من أجل الاستفادة منها وخدمة لمصلحة المجتمع والارتقاء بمنظمة العمل.
وتكمن أهمية إدارة المعرفة في:
1-              استحصال المعلومات وخزنها واسترجاعها واستخدامها.
2-              حل المشاكل المتواجدة وخلق بئة داخلية.
3-              وضع خطط استرتيجية مبنية على أسس تعاونية تشاركية.
4-              حماية الموارد الذهنية (البشر) من الاندثار.
5-              إتاحة الفعالية والمرونة في العمل وزيادة نسبة الذكاء.
6-              التوقع لمستقبل والعمل على مواجهة التحديات وصناعة القرارات.

                                                                                         سعيداني علي
 طالب سنة أولى ماستر (إدارة المعرفة في المكتبات والمؤسسات الوثائقية) جامعة تبسة